يرى مقال رأي في موقع "ميدل إيست آي" أن إسرائيل وحلفاءها في واشنطن ولندن وغيرهما ينفذون مسرحيات إعلامية لتشتيت الانتباه عن الجريمة المركزية في غزة، وهي الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين. المقال يشبّه هذه المسرحيات بـ"المكغجفنات" (MacGuffins)، وهي عناصر سردية تستخدم لصرف الانتباه عن الحدث الأساسي، كما كان يفعل المخرج ألفريد هيتشكوك في أفلامه.

يهدف هذا "الإنتاج الهستيري" للمكجفنات إلى دفع وسائل الإعلام الغربية والجمهور الغربي للانشغال بسيناريوهات فرعية، بدلًا من التركيز على الجريمة الكبرى: المجازر التي تُرتكب بحق الفلسطينيين، وطبيعة الدولة الإسرائيلية العنيفة القائمة على الفصل العنصري. المقال يؤكد أن هذه الانحرافات السردية لا تخدم إلا غرضًا واحدًا، وهو حماية العواصم الغربية من المظهر الفاضح لتواطئها.

يشير الكاتب إلى أن إسرائيل، كدولة استيطانية استعمارية، تنفذ مشروع تطهير عرقي للتخلص من السكان "الخطأ"، أي الفلسطينيين. ويضع هذا في سياق تاريخي مع دول استعمارية أخرى مثل الولايات المتحدة وأستراليا وجنوب أفريقيا، حيث استخدمت هذه الدول الفصل العنصري والإبادة لتبديل السكان الأصليين.

ويضيف المقال أن المجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة، وخاصة تجويع السكان من خلال منع دخول المساعدات، لم تعد قابلة للتبرير حتى من قبل حلفائها. لذلك، زادت الحاجة إلى مسرحيات تضليلية أكبر وأكثر تعقيدًا.

ومن أبرز هذه المسرحيات في الآونة الأخيرة، يشير المقال إلى الهجمات التي نفذتها إسرائيل والولايات المتحدة ضد إيران، وقبلها تدمير إسرائيل لجنوب لبنان. ويرى أن هذه الهجمات تأتي في سياق التغطية على ما يحدث في غزة، لا كجزء من استراتيجية أمنية حقيقية.

يسلط المقال الضوء على أن الجرائم الحقيقية التي يجب أن تحظى بتركيز الإعلام والرأي العام الغربي تقع في غزة، لا في المهرجانات الثقافية مثل "جلاستنبري" ولا في القواعد العسكرية البريطانية مثل "بريز نورتون". فبينما يُستهلك وقت الجمهور في مناقشات هامشية أو انحرافات إعلامية، تستمر الجرائم ضد الفلسطينيين في غزة بلا توقف.

يرى الكاتب أن هذا النمط من التضليل الإعلامي ليس عشوائيًا، بل ضرورة لحماية إسرائيل من مساءلة دولية حقيقية، ولحماية حلفائها من تحمل مسؤولية التواطؤ. فحين تصبح جرائم الحرب مكشوفة إلى هذا الحد، تصبح الحاجة إلى "المكغفنات" أكبر وأكثر صخبًا.

وفي ختام المقال، يدعو الكاتب إلى كسر هذا النمط من التعتيم، والتركيز على الحقيقة الأساسية: إسرائيل تقتل الفلسطينيين لأنها دولة استعمارية تريد تطهير الأرض من سكانها الأصليين، وهذه هي الجريمة التي لا يريد الغرب الاعتراف بها أو مواجهتها.
 

https://www.middleeasteye.net/live-blog/live-blog-update/real-crimes-are-taking-place-gaza-not-glastonbury-or-brize-norton